سجّلت رسوم معاملات شبكة إيثيريوم هبوطًا تاريخيًا، لتصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2020، وسط حالة من الهدوء اللافت في النشاط على الشبكة. فهل يعني ذلك أن سعر إيثيريوم ETH على وشك الانطلاق مجددًا؟
حسب بيانات سلسلة الكتل من منصة Santiment ، بلغ متوسط الرسوم على شبكة إيثيريوم نحو 0.168 دولار فقط، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ أكثر من خمس سنوات.
ويُعد هذا المؤشر انعكاسًا مباشرًا لحجم النشاط على الشبكة، فكلما زاد الضغط وازدادت المعاملات، ارتفعت الرسوم نتيجة المنافسة بين المستخدمين لتمرير عملياتهم بسرعة، والعكس صحيح.
هدوء في شبكة إيثيريوم.. تمهيد لعودة الصعود؟
يُشير الخبراء إلى أن فترات انخفاض الرسوم قد لا تكون سلبية بالضرورة من منظور التداول. بل على العكس، كثيرًا ما سبقت هذه الفترات موجات صعودية لعملة إيثيريوم، إذ يُفهم منها أن المتداولين في حالة "نفور" أو غياب حماس، وهي بيئة مثالية لتحرك مفاجئ في الاتجاه المعاكس.
فعلى سبيل المثال، في عام 2023، أدى هبوط متوسط الرسوم إلى ما دون حاجز 1 دولار إلى انطلاقة صاعدة لعملة إيثيريوم. وفي المقابل، حين تخطّت الرسوم حاجز 15 دولارًا في الربع الأول من عام 2024، تزامن ذلك مع قمة سعرية قبل حدوث انعكاس هابط.
هبوط متوسط الرسوم إلى ما دون حاجز 1 دولار في عام 2023
تُظهر البيانات أن ارتفاع الحماس الجماهيري يسبق عادة القمم، بينما يُشير ضعف الاهتمام إلى فرص صعود.
وعلّق المحللون في منصةSantiment بالقول: "عندما تنخفض الرسوم إلى ما دون الدولار، فإن ذلك غالبًا ما يعكس فتورًا في اهتمام الجمهور، وهو ما يمكن أن يُمهّد لحركة صعودية".
و هذه الملاحظة تتماشى مع قاعدة سلوكية متكرّرة في الأسواق الرقمية: الفتور الجماهيري وقلة الضجيج الإعلامي إلى تعزيز يزيد من فرص الصعود، في حين يكون الحماس المفرط مقدّمة للتصحيح الهابط.
لكن ، يؤكد الخبراء أنها ليست قاعدة صارمة و صحيحة دائما تحدد أن كل انخفاض في الرسوم يعني قاعًا سعريًا مؤكدًا، أو أن كل ارتفاع فيها يعني قمة سعرية.
بل تظل هذه المؤشرات ضمن أدوات مراقبة السلوك العام، وليست إشارات تداول حاسمة.
توقعات سعر عملة إيثيريوم
شهد سعر عملة إيثيريوم ETH تراجعًا بنسبة 61% في قيمتها السوقية خلال الأشهر الأربعة الماضية، وهو ما انعكس في سلوك المتداولين الذين فضّلوا التريّث وسط حالة من الغموض الاقتصادي العالمي.
تزايد الحساسية تجاه أخبار الاقتصاد والسياسات الجمركية، إلى جانب تحوّل بعض المتداولين إلى عملات بديلة مثل ريبل وكاردانو، عمّق من ضعف الزخم حول إيثيريوم.
رغم التراجع الكبير في رسوم إيثيريوم، لا يمكن الجزم بأن السوق وصل إلى قاع سعري. غير أن المؤشرات التاريخية تدعو إلى الانتباه، فقد تكون الشبكة في مرحلة التقاط الأنفاس قبل انطلاقة جديدة.
وكما هو الحال دائمًا في أسواق العملات الرقمية، فإن التحركات الكبرى تأتي غالبًا حين يقل الضجيج.
المصدر: beincrypto